Skip to main content
تونس


من رئيس الجمهورية الى آخر صحفي برتبة مخبر "يساندون التحركات السلمية ويدينون الاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة".....لا شيء جديد في هذا، فهذا ما كان قد قاله بن علي ذات جانفي 2011، وبرهان بسيس ذات ديسمبر 2010 وبشرى بالحاج حميدة ومختار الطريفي ذات 13 جانفي 2011...لا شيء جديد حقا....

الجديد أن النعرة الأخلاقية المدافعة عن الملكية الخاصة (وليست هناك ملكية خاصة إلا ملكية طبقة البورجوازيين، فالبقية لا يملكون سوى أوهام الملكية) قد تسربت لأكثر الأنصار السابقين للحراك الثوري وأكثرهم حماسة لاستعادة المسار الثوري. فكأنما هؤلاء قد استبطنوا الماتراكاج الاعلامي بحيث لا تخلو مساندتهم، هم أيضا، للحراك الانتفاضي الحالي من لازمة "التنديد بالمندسين واللصوص والارهابيين"، بحجة أن أعمال النهب ضد المغازات الكبيرة أو حرق مقرات البوليس "تشوه الحراك أمام الرأي العام". وما هو هذا الرأي العام؟
الرأي العام، أصدقائي، ليس سوى القيم والأفكار العمومية والأخلاق...التي يكرسها النظام الاجتماعي السائد. وإذا كان هناك تمرد حقيقي ضد النظام فهو بالضرورة تمرد ضد هذا الرأي العام بالذات وحججه وأفكاره المسبقة وطريقته في فهم الأشياء...
وما هي الثورة إن لم تكن بصقة في وجه الحذلقات الثقافية لمثقفي النظام وفي وجه تقاليد الخضوع والتقديس الخرافي للملكية وروح السلمية المستكينة....
المطلوب ليس الانجرار وراء الادانات الأخلاقوية للشبيبة المنتفضة والمشاركة في التركيز الاعلامي على هذه أو تلك من الأحداث العرضية لتضخيمها ومن ثم زرع التخويف والترتيب لتبرير مزيد القمع واجراءات التضييق وخنق كل تمرد احتجاجي...
المطلوب خاصة هو التنبيه من الأخطاء التي سقطت فيها سابقا الحركة الثورية وتقديم أفاق جديدة على ضوء التجربة السابقة....والأهم هو خلق حالة تضامنية بين كل أقسام وفئات وشرائح وجهات الحركة الاحتجاجية وتوحيد مطالباتها

محمد المثلوثي، ٢٣ يناير ٢٠١٦

Comments