الارهاب ليس لعنة من السماء بل هو حالة اجتماعية (سياسية، اقتصادية، ثقافية....)، والارهابيون ليسوا كائنات فضائية تهاجم كوكب الأرض، بل تجمعات مصالح تماما مثلها مثل كل تجمعات المصالح التي تتخذ أشكالا مختلفة (دولة، حلف، شركة مساهمة.....). فالدولة مثلا هي، من وجهة نظر تاريخية، ليست سوى تجمع ارهابي منظم في مواجهة كل ما يمكن أن يهدد المصالح العامة للطبقة السائدة. والتحالفات العسكرية والسياسية والاقتصادية الاقليمية والدولية ليست سوى مراكز قوى ارهابية في مواجهة أقطاب إرهابية منافسة، في نظام دولي قائم على حرب المنافسة...
وهكذا فالارهاب هو في الواقع نظام الأشياء في عالمنا المعاصر وليس حكرا على مجموعات أو أفراد...أما الصاق كل شرور هذا النظام الرأسمالي العالمي في تنظيمات مسماة إرهابية إنما هدفه تبييض "الوجه الرسمي" لهذا النظام وإقناع ضحاياه بالاحتماء به في مواجهة خطر تتم صناعته على مقاس الترعيب الدائم من أجل السيطرة الدائمة...
محمد مثلوثي، تونس 08 مارس 2016
Comments