«عندما أرى هذه الوجوه الجميلة ممن أنعم الله بها علينا من الإخوة المهاجرين إلى أرض الشام المباركة. يخطر ببالي سؤال أتمنى أن أجد من يجيبني عليه :
منذ بدأ ما يسمى بالجهاد العالمي في أواخر السبعينات من القرن الماضي. لم تكن فلسطين المحتلة في أي يوم من الأيام وجهة مفضلة للأخوة المجاهدين. فالجهاد العالمي بدأ مع التدخل العسكري السوفييتي في أفغانستان. يومها هب المجاهدون من كل حدب وصوب إلى أرض الرباط والجهاد في أفغانستان لقتال الروس الملاحدة بتخطيط أمريكي وتمويل خليجي وتنفيذ تولته المخابرات الباكستانية. ومن المضحكات المبكيات في الأمر أن فلسطينيين تطوعوا للقتال في أفغانستان من بينهم الأب الروحي للأفغان العرب عبد الله عزام وهو أخواني فلسطيني كان مقيماً في الأردن لكنه اختار جزاه الله كل خير أن يذهب للجهاد في أفغانستان رغم أن فلسطين أقرب وهي بلاده وبلاد آبائه وأجداده. على كل حال انتهى الجهاد الأفغاني وابتداء من التسعينات توزع الجهاد العالمي ما بين وجهات عديدة كان منها الشيشان والتي اشتهر فيها المجاهد السعودي سامر السويلم المعروف باسمه الحركي "خطاب" وهنا أيضاً لم تكن فلسطين على قائمة الوجهات المحتملة لخطاب أوغيره. ربما لأن طقس روسيا البارد كان يناسبه أكثر من طقس فلسطين المتوسطي. أو لأنه يهوى السفر واكتشاف بلاد جديدة وغريبة والعلم عند الله. ثم جاءت الألفية الجديدة وتحول العراق إلى الوجهة الجديدة للجهاد العالمي. لكن الأخوة المجاهدين الذي ذهبوا لقتال الأمريكان انتهى بهم المطاف بأن قتلوا من العراقيين أكثر مما قتلوا من الأمريكيين حتى أن العراقيين أنشأوا قوات شعبية خاصة لقتالهم أسموها "الصحوات". ثم اقام هؤلاء المجاهدون (ومنهم رئيسنا الحالي أدامه الله) ما أسموه "الدولة الإسلامية" وهي كما نعلم وتعلمون ليست دولة وليست إسلامية. وقد نكلت هذه الدولة المزعومة بالعراقيين من يزيديين ومسيحيين وغيرهم ثم صدرت نتاجها الجميل إلى سورية التي أصبحت الوجهة الجديدة للجهاد العالمي فتعرف الجمهور السوري والحمد لله على الايغور والشيشان والتركستان وغيرهم. ومنهم المجاهد "الكيوت" أبو دجانة الظاهر في الصورة أدناه.
بعد كل هذا أعود للسؤال الذي بدأت به. لماذا لم تكن فلسطين المحتلة يوماً وحهة مفضلة للجهاد العالمي؟ علماً أنه زمن الماركسية واليسار جاء مناضلون أمميون من كل أنحاء العالم لمساندة القضية الفلسطينية حتى من اليابان (اقرأوا عن مناضلي الجيش الأحمر الياباني وعملياتهم المشتركة مع الجبهة الشعبية في السبعينات). فما إجابتكم أخوتي الكرام يا ترى على هذا السؤال واليكم بعض الخيارات :
1- لأن طقس فلسطين المتوسطي لا يناسب الأخوة المجاهدين
2- لأنهم لم يسمعوا عن فلسطين من قبل
3- لأن طريق فلسطين وعرة وصعبة وغير سالكة
4- لانهم ينوون تحرير فلسطين بالدعاء!
أفيدونا أفادكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله
شاركها لتعم الفائدة واذا لم تفعل فاعلم ان ابو دجانة الذي في داخلك قد منعك.»
Comments