الاضراب القانوني الذي تعتمده النقابات فيتم إعلام السلط به من خلال برقية قبل عشرة أيام، وتسبقه حتميا "جلسات صلحية" هو في الحقيقة الشكل النظامي للتحكم في حركة الشغيلة وضبطها، ومن جهة أخرى فهو طريقة لاستيعاب التمردات وحالة الغضب والتنفيس عنها بجرعات محسوبة ليتحول الاضراب، من شكل نضالي، الى حلقة من حلقات التفاوض بين السلطة والنقابة التي تكون قد أستولت لا على قرار الاضراب بل على امكانية تنفيذه، وهكذا يفقد الاضراب محتواه الحقيقي ويتحول الى مجرد تنفيذ لقرارات فوقية يتم الاعلان عنها كما يتم سحبها من هياكل هي في الغالب مجهولة من أوسع جمهور العمال والموظفين الاداريين. الاضراب العشوائي، أو ما تسميه البورجوازية "الاضراب الوحشي" (وهو بالفعل وحشي وخطير)، هو ذلك الاضراب الذي يندفع اليه العمال في شكل جماعي وبروح نضالية عالية، فيتم تقريره وتنفيذه في نفس الوقت وبشكل فجائي وبمشاركة أغلبية العمال قرارا وتنفيذا، وبدل التفاوض يتم رفع المطالبات المحددة. وفي الغالب تتسم مثل هذه الاضرابات بطابع عنيف ومصادمات مع الأعراف أو مع قوات البوليس. قد يحقق الاضراب القانوني مكاسب أكبر من الاضر...
“The West won the world not by the superiority of its ideas or values or religion (to which few members of other civilizations were converted) but rather by its superiority in applying organized violence. Westerners often forget this fact; non-Westerners never do.” —Samuel P. Huntington, The Clash of Civilisation and the Remaking of the World Order, 1996, p. 51