هذا موقف أكثر واقعية ورصانة من المواقف التي قرأتها إلى حد الآن حول 25 جويلية: مصلحة الطبقات الشعبيّة أهمّ من النقاشات الدستوريّة أنهى قيس سعيد هذه العشرية من الالتفاف على الثورة بتغيير من فوق. تلقّت الجماهير الشعبية بفرح كبير طرد كل الوجوه المشؤومة التي حوّلت حياتها إلى جحيم وشوّهت بفشلها ورداءتها الفعل السياسي، أيْ الفِعل الجماعي لتغيير الواقع ونفّرت الناس منه. لا يهمّنا النقاش الشكلي العقيم حول الدستور والقوانين وتوصيف ما حصل بالانقلاب من عدمه. كما لا نثق في الأشخاص وقدرتهم على التغيير بمفردهم، كائنًا من كانوا. تبقى ثقتنا الوحيدة في مبادرة وتنظّم الطبقات الشعبية لفرض مصالحها وإحداث التغيير من تحت، لا من فوق. يفترض ذلك الحفاظ على المكسب الوحيد الذي حققته ثورة 2010-2011، وهو الحرّيات العامة. تجدر هنا اليقظة حتى لا تأخذ "المحاسبة" منحى التشفي والقمع والاستئصال. يجب ضمان حق الدفاع للجميع ورفض المحاكمات الجائرة. فالقمع والاستبداد إذا انطلق لا يتوقّف عند أحد. كما يجب رفض عسكرة البلاد والدولة وفرض إعلان نظام سياسي جديد وانتخابات، بشروط جديدة، في أقرب وقت. انتهت عشر سنوات حكَمها ...
“The West won the world not by the superiority of its ideas or values or religion (to which few members of other civilizations were converted) but rather by its superiority in applying organized violence. Westerners often forget this fact; non-Westerners never do.” —Samuel P. Huntington, The Clash of Civilisation and the Remaking of the World Order, 1996, p. 51