لأن الشيوعية قد أصبحت، بفضل المنظرين الماركسيين، في نظر الشغيلة وعموم الفقراء والمهمشين مرادفة للعلمانية أحيانا، للإلحادية حينا آخر، للتقدمية عند البعض، للتنويرية عند البعض الآخر، وحتى أنها قد أصبحت تظهر في الوعي العمومي (الشيوعية كمرادف للماركسية) كفرقة سياسية أو ايديولوجية تنازع الايديولوجيات الأخرى (الشيوعية في مواجهة الدين)...فمن الطبيعي أنه حينما تظهر الشيوعية كشيء واقعي، كشيء بسيط يمكن أن تصل اليه الجماهير بنهوضها الثوري التلقائي، وبدون الحاجة للمذاهب النظرية والايديولو جية، بل ضد المذهبية نفسها، فإن تلك الجماهير التي تباشر الشيوعية في حركتها بمستويات وأشكال متنوعة لا ترى فيما تقوم به أية شيوعية....وهذا طبيعي، لأن الجماهير لا ترى في حركتها حركة علمانية أو حركة إلحادية أو تقدمية أو تنويرية، فهي لا تواجه سوى شروط حياتها المادية المباشرة، ولا تستهدف غير تغيير أسلوب الانتاج الرأسمالي الذي يدفعها الى حضيض الفقر والبطالة والمجاعات والحروب وقمع أجهزة الدولة وتسلطيتها. لذلك فهذه الجماهير لا تتجه لعلمنة الدولة (فتلك مهمة العلمانيين، أي أولائك الذين يطمعون في تحرير الدولة من كهنوت الدين...
“The West won the world not by the superiority of its ideas or values or religion (to which few members of other civilizations were converted) but rather by its superiority in applying organized violence. Westerners often forget this fact; non-Westerners never do.” —Samuel P. Huntington, The Clash of Civilisation and the Remaking of the World Order, 1996, p. 51