مشهد الصبّي المتبجّح # ماكرون وهو يقلّد # فيروز (أحد آخر ما بقي لنا من ذكريات الزمن العربي "الجميل") بوسامه التافه، هو أعلى درجات الإهانة لسيادة وكرامة لا شعب لبنان وحده، بل كلّ شعوب المنطقة العربية. ممثّل الامبريالية الفرنسية، ووكيل الامبريالية الأمريكية، لم يكتف باستباحة السيادة السياسية والاقتصادية للبنان عبر تدخّله الفجّ في تفاصيل تشكيل الحكومة ومطالبته الوقحة بـ"الاصلاحات" التي حدّدها صندوق النقد الدولي وأصحابه الامبرياليون. بل هو يستبيح كذلك حتّى عالم الرموز والمشاعر ويك رّس في المخيال الجمعي الشعبي حقيقة تبعيّة # لبنان لفرنسا في ذكرى مئة عام على تأسيسها لنظامه الطائفي. لم أعتقد يومًا أنّ فيروز يمكن أن تتخّذ موقفا مغايرًا للترحيب بزيارة ماكرون ووسامه. فتلك هي حدود وعيها السياسي، المرتبطة حكما بموقعها الطبقي المريح، الذي يمكن أن يصل أقصاه إلى فهم التناقض الصارخ مع العدوّ الصهيوني لا إلى تمثّل التناقض العميق مع القوى الامبريالية التي تسند هذا العدوّ. فهذا يحتاج إلى وعي سياسي يساري وطني ثوري لا تملكه. لكنّي كنت آمُلُ أن يتخّذ ابن...
“The West won the world not by the superiority of its ideas or values or religion (to which few members of other civilizations were converted) but rather by its superiority in applying organized violence. Westerners often forget this fact; non-Westerners never do.” —Samuel P. Huntington, The Clash of Civilisation and the Remaking of the World Order, 1996, p. 51