لنفترض أن العملية البشعة التي وقعت في فرنسا حدثت في اسرائيل.....لا شك أن الفيسبوك كان سيشتعل بالتهليل، وكان منفذ العملية سيسمى "استشهاديا"، والضحايا كانوا سيسمون "قطعان اليهود الصهاينة"، والعملية نفسها ستسمى "عملية فدائية"....وما الى ذلك....
هذا علما وأن مثل هذه العمليات التي تستهدف أناسا أبرياء سيكون من ضمنهم لا شك أغلبية من المسحوقين والفقراء، أي ضحايا النظام المستهدف، لا تؤدي إلا لتعزيز هذا النظام وتفتح له الباب لمزيد العسكرة والقمع والاحتماء بأكثر القوانين زجرية وكتم الأنفاس، وتعزز ما يسمى "بالوحدة الوطنية"، أي التوحد في حضن النظام، وتأجيج النزعات العنصرية والشوفينية سواء حدثت هذه العمليات في فرنسا أو اسرائيل أو في دولة على كوكب المريخ....
في فرنسا أو في اسرائيل، في أمريكا أو في تونس، المجموعات الارهابية لا يمكن أن تمثل عنصر تحرر، ولا تحمل في برامجها أي بديل تحرري للبشر من الاستغلال والطبقية، لذلك فعملياتها، أينما كانت، تصب حتما في خانة النظام السائد فتشد أزره بقدر ما تحطم معنويات الشغيلة وعموم الكادحين، وتفرض صراعا جانبيا يهمش محاور الصراع الطبقية ضد الرأسمال ودولته الارهابية، وتعطي ذريعة اضافية للدولة لتشديد قبضتها، وتعيد لأجهزة القمع مشروعيتها......
حماس أو حزب الله، داعش أو القاعدة، جبهة النصرة أو أنصار الشريعة كلها مجموعات رجعية يستفيد منها النظام الرأسمالي بقدر ما تحدثه من فوضى وتشويش على النضالات الاجتماعية للمسحوقين....
محمد مثلوثي، تونس 15 يوليو 2016
Comments