رغم كلّ رأيناه من الدولة الأمريكية في حقنا (إغراقنا بالديون وفرض شروط اقتصادية وسياسية وتواجد عسكري متزايد على أرضنا) وفي حقّ أشقائنا بالبلدان العربية (احتلال ليبيا والتسبب في حرب أهلية، احتلال جزء من سوريا وتجويع شعبها، الدعم المتزايد للكيان الصهيوني وفرض "صفقة القرن"، تواصل التدخل العسكري في العراق، دعم الحرب السعودية على اليمن، التدخل في شؤون لبنان والخ)، ورغم ما رأيناه من جرائم وعدوان حول العالم (حصار فنزويلا وإيران والتآمر عليها، حصار كوبا، كوريا الشمالية، دعم أنظمة فاشية في الهند والبرازيل والفيلبين والسعودية وعقوبات ضد الصين والخ)،
ورغم رأيناه من انتهاكات لحرية التعبير والاعلام (ملاحقة جوليان أسانج وماننيج والتجسس عبر الأنترنات على الناشطين) ولحقوق الانسان في ومأ نفسها (آخرها الجرائم العنصرية المتواصلة ضدّ السود واللاتينيين والسكان الأصليين والتمييز ضد العرب والمسلمين منذ 11 سبتمبر)
ووهذا بدون الحديث عن سياسات التفقير والتهميش (اللي تفسر ارتفاع الاصابات بكورونا في صفوف السود الفقراء مثلا) وسياسات التسلح وبيع الأسلحة والانسحاب من اتفاقيات الحدّ من التسلّح وسياسات الاضرار بالبيئة (رفض التوقيع على اتفاقيات المناخ) والانسحاب من منظمة الصحة العالمية ومن اليونيسكو ورفض المصادقة على محكمة العدل الدولية والخ من السجل الأسود لأكبر دولة ارهابية في العالم.
ورغم كل هذا مازالت الأذرع الجمعياتية للمخابرات الأمريكية تسرح وتمرح في بلادنا (ومن أخطرها ما يسمى بصندوق دعم الديمقراطية) في ظل تواطئ السلطة العميلة... ومازال ثمة شباب ساذجون أو انتهازيون يتعاملون ويتمولون ويتكونوا (في الديمقراطية ههه) عند هذه الجمعيات الاستخبارية !
الحريص على السيادة والكرامة الوطنية ويحب فعلا أن بحارب الاستعمار عليه أن يبدا من هنا. من رفض تواجد هذه المنظمات التابعة للمخابرات الأمريكية منذ نشأتها (وهذا بالأدلة وليس شعارات) ومقاطعتها والتشهير بمن يتعاملون معها. وهذا ينطبق كذلك على نظيراتها من جمعيات فرنسبة وبريطانية وألمانية وغيرها.
غسان بن خليفة، ٠٥ يوليو ٢٠٢٠