عن علي خنيس، فيسبوك
هذه الصورة منذ سنوات لمهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء. قالها منذ سنوات انه لا يريد الموت في تونس، ولانه لم يدخلها الا مكرها بقوة حراس حدود أوروبا بالوكالة وتجار البشر الذين تتقاطع مصالحهم. كما أنه لم يتخيّل حينها أنه سيتعرّض هو أو غيره من المهاجرين والمهاجرات سود البشرة جنوب الصحراء لعمليّات سحل على الهواء مباشرة من قبل تونسيين هم نفسهم ضحايا لنفس السياسات العنصرية الأوروبية التي تعيد الدولة إنتاجها على شعبها ويعيد شرائح من شعبها إنتاجها على المهاجرين والمهاجرات جنوب الصحراء.
وهؤلاء نفسهم يمارسون العنصرية ضد أبناء شعبهم من التونسيين والتونسيات سود البشرة ولا يرونهم ويرونهنّ إلاّ "وصفان، عبيد وغيرها من التسميات التي يستعملونها في الإشارة لهم وبلا خجل. دولة عنصرية اسمها تونس تقع في شمال أفريقيا أيقظت كل نزعات العنصرية والكراهية الكامنة في المجتمع تحت إشراف خطاب رئاسي يتبنّى كل مقولات أقصى اليمين الفاشي الأوروبي من نظرية الاستبدال و"تغيير التركيبة الديمغرافية" إلى "المؤمرات والمخططات التي يحضر لها منذ عقود" وتستمعلها للتغطية على الفشل السياسي والاقتصادي وعلى إنخراطها في تنفيذ سياسات الهجرة الأوروبية العنصرية رغم الثرثرة المستمرة عن السيادة الوطنية وهم ما تعرّيه الممارسات اليومية المنهجية و المتكررة.
مرة أخرى علينا العودة لجملة هشام جعيّط التي قالها في حوار له في الثمانينات. "أشعر بانتماء ذليل اكثر فأكثر لهذا البلد."
هذا العار سيحتاج لاجيال واجيال حتى يمحى.
كلنا مهاجرون، مهما اختلفت الألوان، ضحايا الإذلال المزدوج; سياسات الإذلال الأوروبية، و سياسات دولة الإذلال" الوطني السيادي".
جمهورية اللغو تقول انها لن تكون حارسا للمتوسط. في مقابل تواصل نفس السياسات القديمة-المتجددة في ممارسة دور حارس حدود أوروبا بتمويلات لوجستية وتدريبات اوروبية.
انا في هذه الحالة متمسك بأحد الأقوال المأثورة التي قالها تونسي درجة ثانية من البرّ اللوطاني من وراء البلايك كما تصنّفه الدولة ايام حراك جرجيس 18/18 :
"كانك احمد متعملنّاش فاها انك احمد ونص، خاطر حني نعرفوا بلاّزمه انك حتى أحمد ما تجيش"
Comments