تونس لاشك أن الأمر لا علاقة له بالوعي أو الفهم لكنني كنت منذ طفولتي لا أحب "تحية العلم" أو ما يسمونه "النشيد الوطني" باستثناء ذلك البيت الشهير (اذا الشعب أراد الحياة....) حين كان يخرج من حناجرنا زمن المظاهرات والمصادمات مع البوليس. كما أنني بصراحة لا أحب الوطن (وطني) إلا بالقدر الذي يرتبط فيه هذا المكان أو ذاك بذكريات وأشخاص أعزاء. ومنذ نعومة أظافري ،كما يقولون ،كنت أشعر أن كلمات مثل الوطنية وحب الوطن ليست سوى كذب ونفاق (أو بلهجة "شعبية" حشوات). والعلم ، الوطني هو أيضا، لم يكن ي عني لي سوى رمز لمؤسسات السلطة، المتسلطة كما هو اسمها.... وهكذا فالتشوه الأخلاقي الذي أعانيه في علاقة بالوطن والوطنية لا علاقة له بطبيعة الوعي الذي راكمته خلال كل هذه السنوات بل أظنه تشوه يتعلق بالجينات والكروموزومات التي تتجول في أعماق جسدي، أو ربما الأمر يتعلق بما يسميه فرويد اللاوعي الذي يخضني بدون حتى أن أعلم بوجوده...... لذلك ليس غريبا أن كل العقارات التلفزيونية لم تعالج تشوهي الأخلاقي ذاك. فقط أصبح الأمر يتعلق بقناعة: الوطنية هي العبودية الطوعية والتحرر الفعلي ليس تحر
“The West won the world not by the superiority of its ideas or values or religion (to which few members of other civilizations were converted) but rather by its superiority in applying organized violence. Westerners often forget this fact; non-Westerners never do.” —Samuel P. Huntington, The Clash of Civilisation and the Remaking of the World Order, 1996, p. 51